( ربَّة المكارم والفضائل )
بِقُمٍّ طابَ مَضْجَعُها الشَّريفُ*
فأَكرِمْ مَنْ بِساحَتِهِ يَطوفُ*
تَحُفُّ بِهِ مَلائكِةٌ كِرامٌ*
وزُوَّارٌ لهَيْبتِهِ عُكوفُ*
مَشى التَّسبيحُ في فَمِها خُشوعاً*
وعَبَّرَ عنْ مَشاعرِها اللُّهوفُ*
يَدُبُّ على جَوارحِها سُكونٌ *
و يُنبِئُ عنْ تَفاعُلِها الرَّفيفُ*
وكيفَ العَينُ لمْ تُسبِلْ دُموعاً*
وقَدْ نَهَبَ الفُؤادَ أَسىً عَنيفُ*
لِغُربتِها التَّأَسي في أَخِيها*
هَوَى مِنْ وَقْعِها الجَبَلُ المُنيفُ*
لِفاطِمَ بِنْتِ مُوسى قَلبُ طَوْدٍ*
بِهِ لِطَوارقِ الدُّنْيا صُنوفُ*
لمَولاها الرِّضا سارَتْ بِوجدٍ*
وفي أشواقِها نَبضٌ وَجيفُ*
هِيَ المَعصومةُ الفُضْلى كَمالاً*
لها مُتَطاولُ العَلْيا حَليفُ*
عَليها آيَةُ الرَّحمانِ تَزْهو*
مِنَ الإِجْلالِ تَتْلوها الأُلوفُ*
بِحِلَّتِها تَغَذَّتْ أَرضُ قُمٍّ*
كَأَنَّ نُزولَها مَطَرٌ ذَروفُ*
تَجمَّعَ حولَ قُبَّتِها رجالٌ*
لهُمْ في مَتْجَرِ العَليا صُفوفُ*
تُدارُ بِهِمْ كُؤوسٌ مِنْ مَعانٍ*
سُلافَتُها الهُدى وَهْيَ الحُروفُ*
للشاعر المعاصر
علي عبدالحليم السالمي